ما هي فرص الإصابة بفيروس كورونا للمرة الثانية؟

أضافت دراسة حديثة من قطر دليلًا جديدًا على أنّ إصابة الأشخاص المتعافين من مرض كوفيد-19 مرة أخرى هو أمر نادر الحدوث، ولكنّه غير مستبعد.

أجرى الدِّراسة مجموعة من الباحثين من كلية وايل كورنيل للطّبّ (قطر) وجامعة قطر. اعتمدت منهجيّة الدّراسة على مراقبة مجموعة من الأشخاص المتعافين من مرض كوفيد-19 الذين تمّ تأكيد احتواء أجسامهم على الأجسام المضادّة لفيروس كورونا لعدّة أشهر، ورصد الحالات التي أصيبت مرة أخرى بالفيروس.

اعتمدت الدّراسة على البيانات المسجّلة في قاعدة البيانات التّابعة لمؤسسة حمد الطّبيّة، الجهة الحكومية المسؤولة عن توفير الرّعاية الصّحيّة لحالات كوفيد-19، والتي ترصد وتسجل جميع الفحوصات الخاصة بالأجسام المضادّة لفيروس كورونا، وكذلك نتائج فحوصات تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) الخاصة بفحص الإصابة بفيروس كورونا.

شملت الدّراسة مجموعتين من الأشخاص، ضمّت المجموعة الأولى 43,044 شخصًا يملكون أجسامًا مضادّة للفيروس، بينما ضمّت المجموعة الثانية 149,923 شخصًا لا يملكونها. تمّت متابعة ورصد حالة الأفراد الخاصة بفحوصات العدوى بفيروس كورونا (PCR) لمدة 35 أسبوعًا. تمّ اعتبار كلّ شخص حصل على نتيجة إيجابية لفحص PCR بعد 14 يومًا على الأقل من تسجيل نتيجة إيجابية بالأجسام المضادة على أنّها حالة إصابة ثانية بفيروس كورونا شريطة عدم وجود أي فحص PCR إيجابي قديم خلال 45 يومًا السّابقة لفحص إعادة العدوى.

وبتحليل بيانات المجموعتين، تبين تعرُّض 129 شخصًا فقط إلى إصابة ثانية بفيروس كورونا من أصل 43,044 بنسبة بلغت 0.66 لكلّ 10,000 شخص مقارنة بنسبة 13,69 في المجموعة التي لا تملك أجسامًا مضادّة للفيروس. كانت جميع حالات الإصابة الثّانية، باستثناء حالة خطيرة واحدة، أقلّ خطورة من الإصابة الأولى، وكانت أعراض الإصابات طفيفة أو معدومة.

وبالتالي، يُعتقد أن العدوى بفيروس كورونا، إذا ما أدّت إلى تكوُّن أجسام مضادّة للفيروس، قد تمنح حماية ضدّ إعادة الإصابة بالفيروس بكفاءة تتجاوز %90، وبشكل متساو بين الذّكور والإناث، وبشكل مستقلّ عن عامل العمر.